[خبر السفينة]
  يؤكذ ذلك: أن الإصطفاء منه ينبني عن استحقاق الثواب، ولذلك لا يقال في الفاسق والكافر إنه مصطفى، وإن الله تعالى اصطفاه، وعطفه على قوله آدم ونوحاً @ وهما مستحقان للثواب معصومان.
[خبر السفينة]
  دليل آخر: وقد استدل عليه بقوله صلى الله عليه وعلى آله «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» فلا يكون المتمسك بهم ناجياً إلا وهم أتقياء عند الله تعالى وأولياءه، ولا يكون المتخلف عنهم غريقاً إلا وهو مستحق للعقاب، لأن الغرق إذا استعمل في الذنب أنبأ عن إيفاء العقاب على الثواب، ولذلك لا نستعمل ذلك في المستحق للثواب، لا يقال إن النبي صلى الله عليه وآله غرق، فإذا كان المتخلف عنهم غرقاً مستحقاً للعقاب فيجب التمسك بهم.
  وقيل في صحة الخبر: إنه اشتهر وذكر في الكتب المصنفة في أيام بني أمية والعباسية، وانتشر على ألسنة الخاص والعام، ولم يكن نكير له، فمن أنكره بعد ذلك كان محجوجاً بإجماع من تقدمه، لا يعتد به.
  دليل آخر: وقد قيل إن كل من قال بالنص على أمير المؤمنين # قال بأن إجماعهم $ حجة.
[دليل آخر: آية الشهادة على الناس]
  [(١) وذكر صاحب المحيط في الإمامة دليل آخر: استدل به الإمام المؤيد بالله ¥ في ذلك بقوله تعالى {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ
(١) قال في حاشية النسخة الأصلية: من موضع العلم بياض في الأم، ولعله آخر الكتاب بياض في الأم. تمت. فهذه الزيادة ليست من الدعامة وإنما هي من كتاب المحيط بالإمامة الذي هو شرح لكتاب الدعامة، وهو من تأليف علي بن الحسين الزيدي، والسبب هو وجود النقص في آخر كتاب الدعامة وعدم توفر نسخة أخرى، فأثبتناه هنا كما أثبته في النسخة الأصلية.