تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الحج

صفحة 332 - الجزء 1

  وشغله به، (حتى يفرغ القلب لقراءته، ويرجع إلى ما كان في بُدُوِّ أمره).

  ومعنى {يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ} فهو: يثبتها في قلوب أوليائه.

  ١٥٨ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ ١٥}⁣[الحج: ١٥]؟

  فقال: يريد سبحانه بذلك التوقيف لمن كان شاكا في نصر الله لنبيه ÷، وإعلامهم أنه لا يغني كيدهم في نبي الله شيئا، فضرب لهم هذا المثل، يقول: من كان شاكا في أمره، حاسدا له مغتاظا عليه، فليمدد بسبب إلى السماء إن قدر على ذلك، {ثُمَّ لْيَقْطَعْ}، ومعنى {لْيَقْطَعْ} فهو: ينفذ ما قدر عليه من كيده لرسول الله ÷، ثم لينظر هل يذهب ذلك الفعل إن قدر عليه، وهذا الكيد الذي يكيد به رسول الله ÷ ما يغيظه من أمر النبي ÷ ويغمه، ولن يقدر لو فعل ذلك، فأنى له على إذهاب شيء مما يغيظه من أمر رسوله ÷؟! إذ السبب الذي غاضه منه هو من الله سبحانه، عطاء لنبيه وكرامة وإحسانا، منه إليه ورحمة، فلن يزيله كيد كائد، ولا عناد معاند.

  ١٥٩ - وسألت عن قول الله تبارك وتعالى: {وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ٤٥}⁣[الحج: ٤٥]؟