تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الطور

صفحة 97 - الجزء 2

ومن سورة الطور

  وسألته عن قول الله سبحانه: {وَالطُّورِ ١ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ٢} إلى قوله: {وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا ١٠}⁣[الطور: ١ - ١٠]؟

  فقال: هذا قسم من الله سبحانه بهذه الأشياء، لما فيها من عظيم الآيات والثناء، والبركة والخير لمن اهتدى، {وَالطُّورِ ١} فهو: جبل بالشام يسمى: الطور، كثير البركة والخير، {وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ٢} فهو: كتاب محمد ÷ المذكور، {فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ ٣} والرق فهو: الرق المعروف الذي تكتب فيه المصاحف، {مَنْشُورٍ ٣} فهو: مفتوح معلوم، {وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ ٤} فهي: كعبة الله التي جعلها قبلة للمؤمنين، وهي بكة، وهي بقعة البيت التي في وسط مكة، {وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ ٥} فهي: السماء المرفوعة، التي جعلها الله سقفا للأرض الموضوعة، {وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ ٦} فهو: البحر الأخضر المالح الأكبر، {الْمَسْجُورِ ٦} فهو: ذو الصوت والهيجان والأمواج، فشبه الله اضطرابه، وتقليب مياهه، واصتدام أمواجه، بالتنور المسجور، و {الْمَسْجُورِ ٦} فهو: الموقد الذي قد تأججت ناره، واستوقدت فيه، فهاج لها صوت لديه، والعرب تقول: اسجرا لتنور، أي: أوقده. فشبه الله تبارك وتعالى البحر بالسجير، تسجير النار في التنور. {إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ