تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة المنافقون

صفحة 167 - الجزء 2

ومن سورة المنافقون

  

  قول الله ø: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}، هذا خبر من الله تبارك وتعالى أنزله إلى رسوله ÷ يخبره بضمير المنافقين، عبدالله بن أبي سلول وأصحابه، وهو رأس المنافقين، فكان هو وأصحابه عليهم لعنة الله - يأتون إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله، فيقولون إذا حضروا المجلس وسمعوا ما يتلوا من آيات الله وبراهين نبوته {نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} رياء منهم ونفاقا، ومراياة للناس وشقاقا، فأخبره الله أنهم كاذبون في قولهم، وما يعلنون من تصديقهم بنبي الله، والاقرار به، وأعلمه أنهم يضمرون ما لا يبدون، ويقولون غير ما يعتقدون، فقال سبحانه: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ}، يريد بقوله: {جَاءَكَ} أتاك، {الْمُنَافِقُونَ} فهم: الذين يقولون غير ما يضمرون، وينافقون رسول الله فيما به يتكلمون فـ {قَالُوا} معناها: تكلموا، وذكروا، {نَشْهَدُ} معناها: نقر ونعلم، ونعتقد ونفهم، {إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} معناها: أنك أنت رسول الله {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ} يقول: الله أعلم ما أرسلك به، وحقيقة بعثه لك إلى خلقه، واحتجاجه برسالتك على بريته، {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١} معنى قوله: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ} فهو: الله يعلم إن المنافقين الذين زعموا أنهم يشهدون إنك لرسول الله كاذبون في قولهم، وما ذكروا من اقرارهم بك وتصديقهم، فأخبره أن ضميرهم