ومن سورة الشورى
ومن سورة الشورى
  ٢٥٢ - وسألته عن قوله سبحانه: {حم ١ عسق ٢} ... إلى قوله سبحانه: {أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ٥}[الشورى: ١ - ٥]؟
  فقال: {حم ١ عسق ٢} حروف تولى الله علمها لم يبينها لأحد من خلقه، إذ ليس له فيها أمر ولا نهي، ولا فرض ولا أمر تَعَبَّد به عباده، فيحتاجون إلى علمه ومعرفته، {كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ} إخبار من الله تبارك وتعالى أنه الذي يوحي إليه، وإلى جميع الأنبياء الذين كانوا قبله، {تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ} معنى ذلك: إجلالا وإعظاما، وإكبارا ألما، لما فعل المكذبون بآيات الله ووحيه، ووعده ووعيده، وما نزل من جميع أخباره، فيقول سبحانه: لو كان في السماوات تمييز وفهمٌ لما قالوا، وبه كذبوا ليتفطرن إجلالا لله وإعظاما وإكبارا لما جاء به المشركون، من تكذيب قول الله، والصد عن آيات الله، ثم أخبر بطاعة الملائكة وإعظامها أيضا لما يأتون به فقال: {وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} يقول: لما أن فعل المشركون ما فعلوا، سبَّحته الملائكة وهللته وعظمته، إجلالا له عن قولهم، وتقديسا له عن شركهم، ثم أخبر بفعل الملائكة في المؤمنين المصدقين، بما كذب به الكافرون، المسلمين لما جحده المشركون، المصدقين بوعد الله ووعيده، الموقنين