ومن سورة الحديد
ومن سورة الحديد
  ٣٤٤ - وسئل عن قول الله سبحانه: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ١١}[الحديد: ١١]؟
  فقال: إن الإستقراض لا يكون إلا عن حاجة من المستقرض (إلى ما استقرض، فما معنى هذا القول؟
  قيل له: إن الاستقراض) خارج على معنيين:
  فأحدهما: يكون للإنسان، ولا يكون للرحمن، والآخر يجوز للإنسان وللرحمن، ويجوز بذلك القول في الإنسان، فأما الوجه الذي يكون للإنسان، ولا يجوز في الرحمن، فهو: اسقراض المحتاج لما يحتاج إليه، من قُوتِه المضطر إليه، وهذا فلا يجوز القول به في الرحمن.
  وأما الوجه الذي يجوز أن يقال به في الرحمن وفي الإنسان، فهو: ما يكون من طاعة المطيع لمن يطيعه، وذلك موجود في اللغة والكلام، عند أهل الفصاحة والعلم والتمام، وذلك موجود في اللغة والكلام عند أهل الفصاحة والعلم والتمام، وذلك قول العرب لمن اصطنع خيرا أو أسدى إلى صاحبه يدا، إن لك عند فلان قرضا حسنا يجزيك به، وكذلك إن كان سوء قيل له: إن لك عنده لقرض