ومن سورة الواقعة
ومن سورة الواقعة
  ٣٤٢ - وسألته عن قول الله سبحانه: {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ١ لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ٢ خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ٣}؟
  فقال: الواقعة فهي: السابقة النازلة، والقيامة الواقعة بأهلها، {لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ ٢} يقول: ليس لوقوعها ونزولها بهم كاذبة، فالكاذبة فهي: الباطلة، الدافعة لما يهجم منها، زائلة عن من تقصده بقولها، فتقول العرب للشيء المصمم الواقع بالشيء: أتى غير مكذب حتى وقع فيه، ويقول: ما كذب حتى أصابه، أو حتى ضربه، تريد: ما أنصرف ولا التوي، ولا عوّج ولا عرّج، حتى وقع بمن أراد أن يقع به، {خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ٣} ; الخافضة فهي: الخافظة لمن يخفض من الخلق عن محل الثواب، فتصيُرهم بخفضها لهم إلى أليم العقاب، والحفض هاهنا فهو: من باب الإطراح والقلة والزلة، {رَافِعَةٌ ٣} فهي: رافعة للمؤمنين إلى مراتب الصالحين، مصيرة لهم إلى رضى رب العالمين، {إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ٤}، هو: زعزعت للبواد والفناء فأرتحت، وقلقلت للتبديل وزعزعت، ومعنى {رُجَّتِ} فهو: تحريكها وقلعها، {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ٥} معنى {وَبُسَّتِ} هو: أُبيدت وأُفنيت حتى انبسَّت