ومن سورة الفتح
ومن سورة الفتح
  ٢٨٢ - وسألته عن قول الله سبحانه: {قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ} ... إلى قوله: {يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٦}[الفتح: ١٦]؟
  فقال: المخلفون هم الذين تخلفوا في أهليهم، وتخليف رسول الله ÷ لهم، فلم يكن بالأذن منه لهم، ولكن باختيارهم هم، لمعصيتهم لربهم، وإنما جاز أن يقول: {لِلْمُخَلَّفِينَ} وهم: المتخلفون من أجل أن رسول الله ÷ أعرض عنهم حين اختاروا التخلف، ولم يغصبهم على الخروج معه، فلذلك جاز أن يقول: المخلفين.
  والقوم الذين هم أولوا البأس الشديد فهم أهل فارس وخراسان، فقال: ستدعون إلى قتالهم أو يسلمون، فإن تطيعوا في ذلك يؤتكم الله أجرا حسنا، وإن تتولوا عن قتالهم، وتتخلفوا كما توليتم وتخلفتم من قبل، {يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٦}، فكان دعاؤهم إلى جهاد أهل فارس من بعد النبي ÷ وقد قيل: أن أولي البأس الشديد هم الروم، وإنها وقعت مؤتة وهذا عندي أشبه المعنيين بالحق، (بأسباب تدخل فيه، ومعاني توضح ذلك وتبينه).