تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة القمر

صفحة 119 - الجزء 2

ومن سورة القمر

  ٣٢٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ١} ... إلى قوله: {هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ ٨

  فقال: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ١} فهو: إخبار من الله سبحانه لنبيه بقرب الساعة ودنوها، أنه لم يبق من الدنيا إلا يسير، وقوله: {وَانْشَقَّ الْقَمَرُ ١} يقول: اقتربت الساعة، واقترب انشقاق القمر، وانشقاقه فهو في يوم الدين في وقت تبديل السماوات والأرضين.

  {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً} يقول تبارك وتعالى: وإن يرى المشركون آية من آياتنا يعرضوا عنها، بالتكذيب بحقائقها، {وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ ٢}، أي: مستمر متتابع كل يوم بآيتنا منه شيء.

  {وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ} يقول: كذبوا بالآيات، واتبعوا في ذلك ما يهوون من الباطل، {وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ ٣} يقول: كل أمر يكون منهم فهو مستقر عندنا، حتى نجازيهم غدا عليه ونوفيهم ما كان من وعدنا فيه، ومعنى {مُسْتَقِرٌّ ٣} فهو: محفوظ ثابت لا ينسى ولا يضل.

  {جَاءَهُمْ مِنَ الْأَنْبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ ٤} يقول: قد جاءهم من الأخبار والآيات الصادقات، والدلائل الباهرات، ما فيه زجرهم عماهم عليه، ومعنى زجرهم فهو: نهاهم ومنعهم، عما هم فيه من باطلهم.