تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة المؤمنون

صفحة 337 - الجزء 1

ومن سورة المؤمنون

  ١٦٠ - وسألت: عن قوله الله سبحانه، وتعالى عن كل شأن شأنه: {وَلَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ ٦٣}⁣[المؤمنون: ٦٣]؟

  وذلك إخبار من الله عزو جل لنبيه ÷، بأن لهم أعمالا من الفسق، والغي والباطل والعنود عن الحق، وغير ذلك مما كانوا يعملون، وفيه دهرهم يتكمهون، و بها عما يدعوهم إليه من الحق مشتغلون، وبدون ما أدبهم به مؤتمرون.

  ١٦١ - وسألته عن قول الله سبحانه: {قَدْ كَانَتْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ تَنْكِصُونَ ٦٦ مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِرًا تَهْجُرُونَ ٦٧}⁣[المؤمنون: ٦٦ - ٦٧]؟

  فقال: معنى قوله: {تَنْكِصُونَ ٦٦}: ترجعون وتدبرون عن قبول الحق، ومعنى {سَامِرًا تَهْجُرُونَ ٦٧} فهو: ليلاً، لأن السمر هو حديث الليل، يقول: كنتم تسمرون بالكذب ودفع الحق، {تَهْجُرُونَ ٦٧} فهو: تهذون وتكلمون بما لا تعقلون.

  ١٦٢ - وإن سأل: عن قول الله سبحانه: {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ٦١}⁣[المؤمنون: ٦١] فقال: كيف يسبق الشيء مَن فعله؟