تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأعراف

صفحة 201 - الجزء 1

ومن سورة الأعراف

  ٦٥ - وسالت عن قول الله سبحانه: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ}⁣[الأعراف: ٤٦]؟

  الجواب في ذلك أن {الْأَعْرَافِ} هو: ما ارتفع من الأرض وعلا، وشمخ منها في الهوى.

  فتلك أعراف الأرض ومعارفها.

  والرجال التي عليها في يوم الدين، فقد قيل: إنها رجال من المؤمنين.

  وقيل: إنها الحفظة التي كانت من الملائكة المقربين، حفظة في الدنيا على العالمين، التي قال الله في كتابه وذكرهم، وما أخبر من حفظهم لمن كان من الخلق معهم، حين يقول: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨}⁣[ق: ١٧ - ١٨]، وهذا فأشبه المعنيين عندي والله أعلم وأحكم.

  ومعنى {يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} فهو: معرفة أولئك الحفظة لمن كانوا يحفظون.

  ومعنى {يَعْرِفُونَ} فهو: يتعرفون ويتفهمون، حتى يوقنوا بهم، ويعرفوهم ويقفوا عليهم ويثبتوهم معرفةً. ومعنى {بِسِيمَاهُمْ} فهو: بِحِليتهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا، ومعناهم في صفاتهم وخلقهم، وبنيتهم المعْرُوفة من صُوَرِهِم.