ومن سورة الأعراف
ومن سورة الأعراف
  ٦٥ - وسالت عن قول الله سبحانه: {وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ}[الأعراف: ٤٦]؟
  الجواب في ذلك أن {الْأَعْرَافِ} هو: ما ارتفع من الأرض وعلا، وشمخ منها في الهوى.
  فتلك أعراف الأرض ومعارفها.
  والرجال التي عليها في يوم الدين، فقد قيل: إنها رجال من المؤمنين.
  وقيل: إنها الحفظة التي كانت من الملائكة المقربين، حفظة في الدنيا على العالمين، التي قال الله في كتابه وذكرهم، وما أخبر من حفظهم لمن كان من الخلق معهم، حين يقول: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ١٧ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ١٨}[ق: ١٧ - ١٨]، وهذا فأشبه المعنيين عندي والله أعلم وأحكم.
  ومعنى {يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ} فهو: معرفة أولئك الحفظة لمن كانوا يحفظون.
  ومعنى {يَعْرِفُونَ} فهو: يتعرفون ويتفهمون، حتى يوقنوا بهم، ويعرفوهم ويقفوا عليهم ويثبتوهم معرفةً. ومعنى {بِسِيمَاهُمْ} فهو: بِحِليتهم التي كانوا يعرفونها في الدنيا، ومعناهم في صفاتهم وخلقهم، وبنيتهم المعْرُوفة من صُوَرِهِم.