ومن سورة طه
ومن سورة طه
  ١٤٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: فيما يذكر عن نبيه موسى صلى الله عليه، قال: {فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ ٩٥ ...} إلى قوله: {فِي الْيَمِّ نَسْفًا ٩٧}[طه: ٩٥ - ٩٧]؟
  فقال: هذه مخاطبة من موسى صلى الله عليه للسامري، الذي أهلك بني إسرائيل من بعد موسي، ومعنى قول السامري: {بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ} يريد: رأيت ما لم يروا، ومعنى {فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ} فهي: قبضة تراب من أثر جبريل، رمى بها السامري في الذهب الذي جمعه، ثم عمله عجلا، فدخل الشيطان في العجل فخار لهم، فقال السامري ما قال من الكفر بسبب العجل، إلى أنه إله بني إسرائيل، فهذا الذي سولت له نفسه، ووسوس له به الشيطان، فقال له موسى صلى الله عليه: {فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ}، يريد موسى صلى الله عليه: أنك تستطيع لما جعل الله فيك من الاستطاعة أن تقول: ذلك، لا أنه أمره به، والمساس فهي: المصافحة والمعاشرة، فأخبره صلى الله عليه أنه يستطيع أن يقول إن أراد أن لا يحل بكم، أن يسلم بعضكم على بعض، ولا يعاشر بعضكم بعضا، بما جعل الله فيه من الاستطاعة على ذلك، فقال صلى الله عليه: أنت تقدر أن تقول ذا وتفعله لو أردت، وتمنع منه لو شئت، وهو شيء بين