تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الطلاق

صفحة 201 - الجزء 2

ومن سورة الطلاق

  

  قول الله ø: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ}، معنى {يَا أَيُّهَا} فهو: نداء من الله سبحانه لنبيه #، وأمر ودلالة منه على ما فيه الرشد له وللمؤمنين، ولجميع من معه من أوليائه الصالحين، ومعنى {يَا أَيُّهَا} فهو: أيها، و {النَّبِيُّ} فهو: الرسول المنبي، بما يأتيه من وحي الله العلي، {إِذَا طَلَّقْتُمُ} يقول: إذا فارقتم {النِّسَاءَ} وهن: الأزواج {فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} معناه: فارقوهن لعدتهن، والعدة فمعناها: الطهر من غير جماع، والعدة المذكورة المجعولة من القروء الثلاثة، أو الثلاثة الأشهر هي التي جعلت عدة للمطلقات، {وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ} فيقول: عدوا الأيام واحفظوها، والإقراء والعدة فهي: ثلاث حيض للتي تحيض من النساء، وثلاثة أشهر مع للتي لا تحيض من صغر أو كبر.

  {وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ} يقول: اتقوه في إحصاء ذلك كله، والاحاطة به، لا تعلجوا عن إتمامه، ولا تحبسوهن بعد وفائه، يقول: لا تعجلوا من أمر النفقة فتخرجوهن قبل أن يستتمن العدة، ولا تحبسوهن بعد انقضاء عدتهن ليضاروهن بالحبس لهن.

  ثم قال سبحانه: {لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ