ومن سورة الأنعام
ومن سورة الأنعام
  ٥٧ - قلت فمعنى قوله: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي}[الأنعام: ٧٧] وكذلك قوله في النجم والشمس حين قال: {هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ}[الأنعام: ٧٨]؟
  قال: معنى ذلك منه ÷ هو على معنى الذم لهم، والعيب لفعلهم، يريد: أهذا ربي الذي يزول، وينتقل ويحول؟! وهو على معنى الاستفهام؟ وذلك موجود في القرآن، في قوله سبحانه: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١}[القيامة: ١] ومعنى {لَا أُقْسِمُ} فهو: ألا أقسم فطرح الألف وهو يريدها، ومن ذلك قوله في سورة المنافقين: {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠}[المنافقون: ١٠] ومعنى {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي} هو: لو أخرتني.
  وفي ذلك ما يقول الشاعر:
  بيوم جدود لأفضحكم أباكم ... وسالمتم والخيل تدمى شكيمها
  فقال: لا فضحتم أباكم، وأراد: فضحتم أباكم، فأدخل الألف وهو لا يريدها صلة في الكلام.
  ومن ذلك قول الله سبحانه في يونس ~: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ١٤٧}[الصافات: ١٤٧] ومعناها: ويزيدون، فطرح الألف وهو يريدها،