تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الأنعام

صفحة 191 - الجزء 1

ومن سورة الأنعام

  ٥٧ - قلت فمعنى قوله: {فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي}⁣[الأنعام: ٧٧] وكذلك قوله في النجم والشمس حين قال: {هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ}⁣[الأنعام: ٧٨]؟

  قال: معنى ذلك منه ÷ هو على معنى الذم لهم، والعيب لفعلهم، يريد: أهذا ربي الذي يزول، وينتقل ويحول؟! وهو على معنى الاستفهام؟ وذلك موجود في القرآن، في قوله سبحانه: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١}⁣[القيامة: ١] ومعنى {لَا أُقْسِمُ} فهو: ألا أقسم فطرح الألف وهو يريدها، ومن ذلك قوله في سورة المنافقين: {رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ١٠}⁣[المنافقون: ١٠] ومعنى {لَوْلَا أَخَّرْتَنِي} هو: لو أخرتني.

  وفي ذلك ما يقول الشاعر:

  بيوم جدود لأفضحكم أباكم ... وسالمتم والخيل تدمى شكيمها

  فقال: لا فضحتم أباكم، وأراد: فضحتم أباكم، فأدخل الألف وهو لا يريدها صلة في الكلام.

  ومن ذلك قول الله سبحانه في يونس ~: {وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ ١٤٧}⁣[الصافات: ١٤٧] ومعناها: ويزيدون، فطرح الألف وهو يريدها،