تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الحج

صفحة 331 - الجزء 1

ومن سورة الحج

  ١٥٦ - وسألت عن قول الله سبحانه: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٤٧}⁣[الحج: ٤٧]؟

  والمعنى في ذلك: فهو إخبار من الله سبحانه عن نفاذ قدرته، وإمضاء مشيئته، وسرعة فعله، يخبر سبحانه أنه يُنفَّذ في يوم واحد ما ينفذه جميع الخلق إذا اعتونوا عليه في ألف سنة، من محاسبة المحاسبين، وتوقيف الموقفين على ما تقدم منهم من أعمالهم في دنياهم وحياتهم.

  فهذا معنى ما عنه سألت من قول الله سبحانه: {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ٤٧}.

  ١٥٧ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ٥٢}⁣[الحج: ٥٢]؟

  فقال: معنى قوله: {إِذَا تَمَنَّى} فهو: إذا قرأ.

  ومعنى أمنيته فهي: قراءته.

  و معنى إلقاء الشيطان: وسوسته التي يشغل بها القارئ حتى تختلط عليه قراءته.

  ومعنى نسخ الله لما يلقي الشيطان فهو: إذهابه له من قلب القارئ بعد وقوعه فيه،