ومن سورة الرحمن
ومن سورة الرحمن
  ٣٣٤ - وسألته عن قول الله سبحانه: {الرَّحْمَنُ ١ عَلَّمَ الْقُرْآنَ ٢} فقال: الرحمن، هو الواحد ذو المن والإحسان، والرحمة ذو الامتنان، {عَلَّمَ الْقُرْآنَ ٢} فمعنى علمه هو: أنزله وأمر بقراءته وتعلمه، {خَلَقَ الْإِنْسَانَ ٣} فهو: فطره وجعله، وصوَّره وقدَّره، {عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ٤} فهو: هداه إلى البيان، وفَهَّمَه اللغة واللسان، وفَهَّمه لما يحتاج إليه من الحجج والبيان. {الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ ٥} فمعنا الحسبان، فمعنى الحسبان هو: الحساب، ومعنى {بِحُسْبَانٍ ٥} فهو: لحسبان، ومعنى لحسبان يقول: خلقهما للحساب يعرف بهما السنون والشهور والأزمان، {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ ٦}، فمعنى سجودهما هو: إسجادهما للمعتبرين المستدلين على الله ممن رآهما، فلما أن كان السجود من معنى الساجدين، جاز أن يطرح الساجدين، ويثبت السجود، كما قال: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}[يوسف: ٨٢] لما كانت القرية من سبب الأهل، طرح الأهل وأثبت القرية، وقد فسرنا {يَسْجُدَانِ ٦} في موضع آخر، وانتقصينا التفسير فيه، مع تفسير قوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}[الإسراء: ٤٤].
  {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ٧}، معنى {رَفَعَهَا} هو: علقها سماء وأقلها فوق الأرض، {وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ٧} فهو: جعل الميزان وهدى إليه، {أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ ٨} يقول: لا تظلموا فيه، ولا تحتالوا بحيلة باطل عليه، واستوفوا به وأوفوا فقد جعلته عدلا بيننا وبينكم، وخلقته مبينا لكم، {وَأَقِيمُوا