ومن سورة ق
ومن سورة ق
  ٢٩٢ - وسألته عن قول الله سبحانه: {ق} ... إلى قوله: {هَذَا شَيْءٌ عَجِيبٌ ٢}[ق: ١ - ٢]؟
  فقال: [ق] هو جبل كريم، جعل الله فيه بركة وخيراً عظيما، ويقال: إنه أكبر جبال الدنيا، أعظمها عِظَما، وأبعدها أمدا، أو أشدها ارتفاعا، {وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ ١} هو قرآن محمد صلى الله عليه وعلى آله، ومعنى {الْمَجِيدِ ١} فهو: العظيم الكريم، {بَلْ عَجِبُوا} معناها: لقد عجبوا، وهو جواب القسم بـ {ق وَالْقُرْآنِ} فقامت الباء مقام اللام، والمعنى فهو: باللام، {أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ}، فالمنذر هو: محمد صلى الله عليه على آله ومعنى منذر فهو مخوَّف معذر، بين يدي عذاب الله ونقمه، وأخذه وبطشه.
  ٢٩٣ - وسألته عن قول الله سبحانه: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ٤}[ق: ٤]؟
  فقال: يخبر سبحانه أنه عالم بكل ما تنقص الأرض، ممن يقع في جوفها من موتاها، فأخبر أنه يعلم ما تأكل منهم الأرض، وما يبقى من ترابهم ورميمهم، ومعنى قوله: {وَعِنْدَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ ٤} يقول: عندنا من ذلك علم محفوظ، حتى نردهم من حيث ما كانوا، أو نجمع أجزاءهم وأعضاءهم من حيث ما توجهوا، حتى نلم بعضها إلى بعض، من حيث ما كانت من الأرض.