ومن سورة هود
ومن سورة هود
  ٩٤ - وسألت: عن قول الله سبحانه: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥}[هود: ١٥]، فقلت: فإن قال قائل من المجبرة: فإذا كان هو الموفى ذلك إليهم، أليس ذلك فعله بهم؟! فما المعنى في ذلك، ثم قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٦}[هود: ١٦].؟
  وكذلك الله الصادق في قوله، العادل في فعله، يفعل بمن أراد الحياة الدنيا، ولَهَا عن الآخرة التي تبقى، فإنه يوفى إليه عمله.
  ومعنى {نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا} هو: يوفي إليهم في الآخرة جزاء أعمالهم، وما حكمنا به من العقاب على مَن فعل مثل أفعالهم.
  وقوله: {وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ١٥} يريد: وهم لا يظلمون.
  وأما معنى قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا