تفسيرسورة القيامة
تفسيرسورة القيامة
  
  قول الله ø: {لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١} معناها: ألا أقسم بيوم القيامة، فطرح الألف وهو يريدها، فخرج معنى نفي، وإنما معناه معنى إيجاب قسم، وقد تقدم شرحنا لطرح الألف وإثباتها في تفسير أول {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ ١}[النبأ: ١].
  معنى {أُقْسِمُ} أي: أحلف وأذكر، يوم القيامة فهو: يوم الحشر للعالمين، والمناقشة للمربوبين، وإنما سمي قيامه: لما يقوم فيه من الأمر العظيم الهائل الجسيم، ومعنى يقوم فهو: يقع فيه، أي يكون فيه.
  {وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢} فهو: أيضا قسمٌ طرحت منه الألف كأن معناها أولا: أقسم بالنفس اللوامة، والنفس اللوامة فهو نفوس الثقلين، اللوامة فهي: النادمة المتحسرة التي تلوم صاحبها، ذلك أنه ليس من مؤمن ولا كافر إلا وسيلوم نفسه في يوم القيامة، فأما نفس المؤمن فتلومه أن لا يكون ازداد إيمانا وعملا؛ إذا رأت ما جعل لها على إيمانها من الجزاء والنعيم، والفوز الكريم، والملك العظيم، وأما نفس الكافر فتلومه على ما قدم من المعاصي والردى، عند معاينتها لم نزل بها من العذاب الأليم والبلاء.
  وإنما أقسم الله سبحانه بيوم القيامة لما فيه من عجيب الأمور، والفصل والقضاء بالحق والاستواء، لما فيه من عظيم الثواب لأهله، وجليل العقاب، لمستحقه وإنه يوم عظيم الأمر، جليل الخطر، لما فيه من العدل والحق والفصل، بين جميع الخلق، فأراد سبحانه بالقسم به التنبيه على جليل ما فيه من آياته، وخبر به من صفاته.