تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الصافات

صفحة 417 - الجزء 1

ومن سورة الصافات

  ٢١٧ - وسألته: عن قول الله تبارك وتعالى في إبراهيم ~ {فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ ٨٨ فَقَالَ إِنِّي سَقِيمٌ ٨٩}⁣[الصافات: ٨٨ - ٨٩]؟

  فقال: معنى ذلك: أن قومه كانوا يعبدون النجوم السبعة، فلما نظر إلى جهلهم، وما هم عليه من عبادتهم، لما هو مخلوق مربوب، يدخل عليه الزيادة والنقصان، وأنه آفل زائل، منتقل حائل، فقال: {إِنِّي سَقِيمٌ ٨٩}، معنى قوله: {إِنِّي سَقِيمٌ ٨٩} أي: سقيم القلب لما أنتم عليه من عبادة هذه المخلوقات المحدثات، وانصرافكم عن الله في كل الحالات، وقلة نظركم وتدبيركم وفكركم في عظمة خالقكم، وجهلكم في عبادة أصنامكم، واجتنابكم عن طاعة ربكم وإلهكم، وخالق هذه التي تعبدون.

  ونظره في النجوم: فإنما هو فكره وتدبره، فيما هم عليه من عمايتهم، وقلة بصرهم لأنفسهم، لا كما يقول الجاهلون: من أنه كان منجما، وأنه كان يستعمل النجوم ويحسب بها، وليس ذلك، ولا يجوز على نبي الله شيء من ذلك.

  ٢١٨ - وسألته: عن قول الله سبحانه: {وَالصَّافَّاتِ صَفًّا ١ فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا ٢ فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا ٣}⁣[الصافات: ١ - ٣]؟