تفسير سورة المرسلات
تفسير سورة المرسلات
  
  قال الله سبحانه: {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ١}، فالمرسلات فهو: السحائب المنشأت، {عُرْفًا ١} يقول: متصلات معا يتبع بعضها بعضا ولا يفاوت شيء منها شيئا.
  {فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ٢} فهن: الرياح الهآبات الشديدات الهبوب، المزعزعات لما هببن عليه، الحاملات ما قوين عليه، {عَصْفًا ٢} فالعصف هو: الشدة منهن، وإنما قيل: عاصفة لعصفها للأشياء، وعصفها للأشياء، فهو زعزعتها لها وحملها ورفعها ووضعها لما يرفع من الأشياء وتضع، وإجالتها لما تحمل مما تمر عليه وتقع فيه.
  {وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ٣} فهن: السحائب الممطرات اللواتي ينشرنه برحمة الرحيم في كل الجهات، وحيث ما شاء من البقاع المحتاجات إلى ما ينتشر فيهن وعليهن من الرحمة، ويقع فيهن بوقوع الغيث من البركة، فتنشر رحمة الله حيث شاء، وتنيلها من أمرت بإنالته من المربوبين، فتغيث بذلك من شاء الله من المغاثين.
  {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ٤} فهن: الملائكة المقربون، الذين يفرقون بين الحق والباطل، بما تتنزل به من النبيين، والحجج من عند الواحد المنان في الوحي والقرآن.
  {فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ٥}، فهن: الملائكة الملقون بما يلقون إلى الأنبياء المرسلين، من وحي رب العالمين، و {ذِكْرًا ٥} فمعناه: وحيا وأمرا، وقصصا وخبرا وإعذارا وإنذارا، ألا ترى كيف بَيَّنَ ذلك سبحانه فقال: {عُذْرًا أَوْ نُذْرًا ٦}،