تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة الحج

صفحة 334 - الجزء 1

  قيل للكافر الملحد: إن المثل لم يضرب فيأتي به، وإنما خَبَّر عن جهل مَن ضربه، وهم الذين ضربوا لله الأمثال، وجعلوا له الأنداد، وعبدوا من دونه الأصنام، فأخبر سبحانه عن تلك الأصنام، التي جعلت لله مثلا، وعُبِدت مع الله، فقال سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ}، ثم قال: {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ٧٣}، يريد تبارك وتعالى: ضعف وجهل، وسخف فلم يعقل من طلب من غير الله طلبه، وأشرك مع الله غيره في العبادة، وقوله {ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ٧٣} فمعناه: ضعف المطلوب إليه المرغوب إليه والمعبود دون الله عن أن يعطى سائله، وأن يجازي بخير عابده، أو يقضي له حاجته، لعجزه عن ذلك، و قِلَّته أن يكون كذلك.