تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة المؤمنون

صفحة 338 - الجزء 1

  قيل له: المعنى في ذلك أنه أراد وهم بها إلى الله سابقون، وذلك قوله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ١٠ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ ١١}⁣[الواقعة: ١٠ - ١١]، وحروف الصفات يعاقب بعضها بعضا، فقامت (اللام) مقام (الباء)، ومثل ذلك في كتاب الله كثير غير قليل، من ذلك قول الله تبارك وتعالى: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}⁣[طه: ٧١] يريد: على جذوع النخل، وفي ذلك ما يقول القائل:

  لقد نلتَ أمرا لم تكن لتناله ... ولكن لفضل الله ما نلتَ ذلك

  فقال: لفضل الله، وإنما أراد بفضل الله، فقامت (اللام) مقام (الباء).

  ١٦٣ - وإن سأل عن قول الله سبحانه: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ١٤}⁣[المؤمنون: ١٤]؟

  قيل له: لا خالق إلا الله تبارك وتعالى، ولا موجود غيره، والعرب قد تسمي العامل: خالقا، من ذلك ما يقول الشاعر:

  حروب دهت منا الجميع وفرقت ... كما فرقت صدر الأديم الخوالق

  وقال أيضا:

  ولأنت تفري ما خلقت ... وبعض الناس يخلق ثم لا يفري

  والشاهد من ذلك كتاب الله سبحانه قوله: {وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا}⁣[العنكبوت: ١٧].