تفسير الإمام الهادي يحيى بن الحسين (ع)،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

ومن سورة القصص

صفحة 361 - الجزء 1

ومن سورة القصص

  ١٧٨ - وسألت: عن قوله سبحانه: {نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَامُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ٣٠}⁣[القصص: ٣٠]؟

  معنى {مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ} فهو: جانب الوادي الأيمن، {فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ} فهو: وسطها وفرعها، وحيث كانت النار تتوقد وتأجج منها، {أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ}، هذا كلام خَلَقَه الله ناطقا عن النار، فسمعه موسى #، فلم يكن بين الله وبين موسى مُؤَدٍ للكلام، وإنما كان الكلام من الله سبحانه خلقاً وإيجاداً، فسمعه موسى صلى الله عليه.

  ١٧٩ - وسألت عن قول الله سبحانه: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}⁣[القصص: ٥٦]؟

  معنى ذلك: أن الله سبحانه يخبر نبيه أنه لن يستطيع أن يجبر قلب أحد على الهدى، حتى يجعل باطن أمره كظاهره، ثم أخبر سبحانه أنه يقدر على ذلك، غير أنه لا يفعله بأحد جبرا، وإن كان عليه قادرا، (لما ذكرنا وفسرنا من حكمه في تلك المسألة الأولى، وذلك مغني عن تكراره هاهنا).