[ومن كلام له # في وصف القرآن]
  الذين ينتفعون بضوئها وحرارتها، فالنبي ÷ ما كان يفزع عند الشدائد إلى القرآن فتهون عليه كل المصائب، فعند تكالب الأعداء يذكر قول الله تعالى: {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ٥١}[غافر]، وأمثالها، وعندما يبلى بمصيبة يفزع إلى آيات الصبر، وعلى كل حال ففي كتاب الله فرج من كل مكروه وغنى لكل فقير وعز لكل ذليل وأمان لكل خائف، القلوب بتلاوته وتدبر آياته تسعد، والواقع عند من فزع إلى كتاب الله عند الشدائد يشهد وتماماً الأمر كما قال أمير المؤمنين #: (واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد بعد القرآن من غنى) فآيات القرآن عند خير البشرية ÷ وعند الطاهرين من أهل بيته # والصالحين من أمته ربيع قلوبهم وعلى قدر معارفهم تكون تلك الحدائق.
  قوله #: (وفيه ينابيع العلم) صدق سلام الله عليه من وقت نزوله على نبينا ÷ إلى زمننا وسيستمر إلى منقطع التكليف وهو كذلك، انظر كيف صوره بقوله #: (وفيه ينابيع العلم) يغترف العلماء من بحاره، ويرتوون من أنهاره، ويقطفون ما طاب وحلى من أثماره، الأرض المزروعة لو كانت في غاية الخصوبة إذا طالت مدة زراعتها فإنها تضعف أشجارها وتقل محاصيلها وثمارها، أما القرآن شرفه الله فإنها