جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ومن كلام له # في وصف القرآن]

صفحة 105 - الجزء 1

  تزيد محاصيله في كل زمان فلا يأتي علماء محقون إلا وأضافوا محاصيلهم إلى محاصيل السابقين فقليل القرآن كثير، وصغيره كبير.

  ثم قال #: (وما للقلب جلاء غيره) نعم، القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد كما قال رسول الله ÷، فلا شيء من المأكولات والمشروبات والأعمال والحركات يزيل صدأها وكذلك علاجات الأطباء من المخلوقين فلا يجليها إلا الذي خلقها بطبه وهو هذا القرآن الذي وصف عظمته ربنا الذي نزله قال تعالى: {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ٢١}⁣[الحشر]، والقائل فيه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}⁣[الإسراء: ٨٢].

  وآخر كلمة قالها في هذا الموضوع: (مع أنه قد ذهب المتذكرون وبقي الناسون) نعم، عندما يعظ قوماً في وقت من أوقات حياته سلام الله عليه ورضوانه ولا سيما إذا اتعظوا وذرفت عيونهم وخشعت قلوبهم فإنه في تلك الحالة يتذكر القهر في ماضي عمره، وأن القوم حالوا بينه وبين إصلاح الناس في تلك الفترات وينضاف إلى ذلك تألمه بموت رسول الله ÷ ومفارقته شريكة حياته الطاهرة سيدة نساء العالمين وما لقيت وعانت من بعد موت سيد المرسلين، فيرى