جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين]

صفحة 108 - الجزء 1

  رخاء كانوا من خوف الله وحذر النقمة كأنهم في بلاء لا يبطرون ولا يتجبرون.

  ثم قال #: (لولا الأجل الذي كتب عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقاً إلى الثواب وخوفاً من العقاب) نعم، لأن شوقهم إلى ثواب الله وما أعده لخلاصته في دار كرامته مثل شوق يعقوب النبي # ليوسف، ومثل شوق أم موسى # لموسى فنفوسهم معلقة بثواب الجنة في جميع أوقاتهم وقلوبهم عليلة من خوف عقاب خالقهم.

  قوله #: (وخوفاً من العقاب) فهم همام رحمه حمه الله تصوير أمير المؤمنين في هذه الجملة أنهم وضعوا بين الجنة والنار ينظرون إلى الجنة تارة وتارة ينظرون إلى النار فيحق لمن كان كذلك أن لا تستقر روحه في جسده ولكن الله جعل لكل أجل كتاب.

  وقوله #: (عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم) ومن هنا بدأت أنياط قلب همام تتقطع شيئاً فشيئاً، انظر بالله عليك في هذا التعبير الذي يحار فيه عقل كل بصير (عظم الخالق في أنفسهم) فلا وساع لشيء من شهوات الدنيا وملاذها قد شغلت نفوسهم عظمة الخالق بما بهر عقولهم من معرفته وعظيم سلطانه كأن أرواحهم معلقة بين السماء والأرض تصعد أحياناً وأحياناً تهبط، لا يكدر صفو عيشهم