جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين]

صفحة 115 - الجزء 1

  عيش أهله المساكين فإذا عاد إلى أهله حمد الله حمداً كثيراً على سلامته وسلامتهم وتيسير رزقه وأرزاقهم، جاءت صلاة الظهر أداها في جماعة وبعدها العصر، فإذا غرب يومه سالماً من المعاصي والمصائب فإنه يعتبر ذلك اليوم عيداً، وبعد غروب شمس ذلك اليوم اتجه إلى بيت من بيوت الله كما يأوي الطير إلى وكره فصلى وعاد إلى بيته وأهله، وعلى هذه الطريقة جرت طريقة المتقين (يمسي أحدهم وهمه الشكر، ويصبح وهمه الذكر) لأنه يحس في يقظته بعد المنام أنه كان في غفلة ويتوجه بقلبه ولسانه إلى ذكر الله والتفكر بجنانه في ملكوت الله وعلى هذه جرت طريقة عباد الله المتقين.

  ثم ذكرهم # بأوصاف عديدة وأخلاق رشيدة ومنها: (قرة عينه فيما لا يزول وزهادته فيما لا يبقى) نعم، الله سبحانه أخبرنا بنعيم الآخرة أنه لا يزول فطمع المتقون فيما لا يزول يشغلون أنفسهم وجوارحهم في مرضاة الله وكل واحد منهم بذلك قرير عين يتنافسون ويتسابقون في أفعال الخير لا يكلون ولا يملون فلا تقر عيونهم بمثل إتعاب النفس في طاعة الله ومرضاته، أما الدنيا فمكانتها في قلوبهم مكانة من كان لهم صديقاً وانكشف كذاباً وخائناً وخادعاً فكرهوا مجالسته وتجنبوا محادثته؛ لأنهم عرفوا حقيقة الدنيا وعلموا بسرعة زوالها وخسارة من بذل جهده في عمرانها، ورأوا