جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام أمير المؤمنين (ع) في وصف المتقين]

صفحة 116 - الجزء 1

  عبيدها مذبوحين وبين الكناسات في نهاية أعمارهم منبوذين.

  نعم، في وصف المتقين يستمر أمير المؤمنين # ويقول في واحدهم (تراه قريباً، أمله قليلاً زَلَلُه، خاشعاً قلبه، إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين) سلام الله عليك يا عيبة علم النبي ÷ وما أخبر الله على لسان نبيه ÷ أن حبك إيمان وبغضك نفاق إلا لشأن.

  قوله: (قريباً أمله) يحدث الواحد منهم نفسه بالموت في كل يوم وليلة، والدليل عندهم على ذلك ما يشاهدونه في أبناء جنسهم فلا تمر عليهم أيام معدودة إلا ويسمعون بميت أو أموات شباباً وشيبانا، وذكراناً وإناثاً، فهم لقدومه مستعدون ويطلب ملك الموت لأرواحهم حاضرون.

  ومن وصفه ÷ لهم قوله: (قليلاً زلله) يتحرجون عن الخطايا ويتحملون جفوة الخلق، فهم كما وصفهم ربنا جلت عظمته: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ٦٣}⁣[الفرقان]، {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ٧٢}⁣[الفرقان].

  وقوله في أحدهم: (خاشعاً قلبه) الخوف بلغ منهم منتهاه لأنهم يعلمون بدقة الحساب يوم القيامة وأنه لا نجاة من التبعات إلا بتقوى الله؛ لذلك قال # في واحدهم: (إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين) قلوبهم مليئة بذكر الله وعظمته