جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قوله #: الركون إلى الدنيا مع ما تعاين منها جهل ... إلخ]

صفحة 130 - الجزء 1

  لذلك يقول الله سبحانه وتعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا ١٨}⁣[الإسراء]، وهل فتن الأولين والآخرين إلا حب الدنيا أعمت أبصارهم، ودنست أعراضهم، وقادتهم إلى تحت أقدام السفلة الظالمين والحثالة المجرمين؛ طلباً لدنياهم ورغبة في نيل أوساخهم، يبيعون دينهم بثمن بخس، فالركون إلى الدنيا ركون إلى الشيطان الرجيم؛ لأن حبها هلكة كما قال رسول الله ÷: «حب الدنيا رأس كل خطيئة».

  والحل الوحيد لحل حبالها من الرقاب هو ذكر الموت والإكثار منه، يقول المصطفى ÷: «من أكثر من ذكر الموت سلا عن الشهوات ومن سلا عن الشهوات هانت عليه المصيبات، ومن هانت عليه المصيبات سارع إلى الخيرات».

  اللهم انزع حب الدنيا من قلوبنا وأبدله بحب الآخرة يا أرحم الراحمين.

  قوله #: (والتقصير في حسن العمل إذا وثقت بالثواب عليه غبن) نعم الكل يلهجون بالثواب على الأعمال الأخروية ومع ذلك ترى الكثير مقصرين في حسن العمل.

  نعم، حسن العمل في الصلاة مثلاً أن تحسن الوضوء وأن