[في ذكر عمرو بن العاص]
  أهل الدرك الأسفل من النار في كل زمان، يستعملون كلمات وأفعالاً يصغرون بها قدر البررة الأخيار حتى نالوا من الأنبياء.
  انظر في قول المنافقين في رسول ÷: {وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ}[التوبة: ٦١]، وقول الكفار: {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ}[هود: ٢٧]، وقولهم: {أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ}[البقرة: ١٣]، وما قد سمعناه في زمننا مما نالوا به أعراض الخلاصة من كبار آل رسول الله وأتباعهم.
  قول أمير المؤمنين #: (لقد قال باطلاً ونطق آثماً) وهذه طريقة ابن العاص المشؤوم النطق بكلمات تبلغ به دركات في جهنم ولقد ذم رسول الله ÷ في أبيات شعرية فلعنه رسول الله ÷ بكل بيت لعنة.
  نعم، أمير المؤمنين # ذمه وكذبه فيما قال لذلك أكد # قوله: (أما وشر القول الكذب إنه ليقول فيكذب، ويعد فيخلف) وهما خصلتان من خصال المنافق، والعلامة الثالثة آتية بقوله #: (ويخون العهد).
  ثم قال #: (ويسأل فيلحف، ويُسأل فيبخل) كان عدو الله يحرج من سأله فيقطعون لسانه بالعطاء لاتقاء شره، فإذا سأله سائل من أهل الحاجة عاد من عنده خائباً.
  قوله #: (ويخون العهد ويقطع الإل) لأنه ممن قال الله