[في ذكر عمرو بن العاص]
  فيه وأمثاله: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ}[الفتح: ١١]، وأمير المؤمنين أخبر منا بذلك، ولا ينبئك مثل خبير.
  قوله: (ويقطع الإل) عنى بها القرابة والمراد أنه يقطع الرحم.
  ثم رسم طريقته عند الحرب بقوله #: (فإذا كان عند الحرب فأي زاجر وآمر هو) يحس من حوله أنه أشجع الحاضرين وذلك وقت الفهائن.
  ثم ألبسه أمير المؤمنين قميص العار والصغار بقوله #: (ما لم تأخذ السيوف مأخذها فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القرم سبته) نعم، عندما أهوى عليه أمير المؤمنين بسيفه وأراد خطف روحه وسلب مهجته انكب على وجهه مبدياً لأمير المؤمنين عورته، فتكرم أمير المؤمنين عن قتله، وقد بلغ به الحال ما بلغ، وقد عيره بها معاوية في مجلسه فقال: احمد الله وسبتك يا عمرو! فأجابه بقوله: إنَّه علىُّ! أتذكر يوم ناداك للبراز فاحولت عيناك وارتخى شدقك وخرج منك شيء أستحي أن أذكره!.
  وهذه طريقة المتناصرين على الباطل يكونون إخوان الظاهر وأعداء السرائر غير أن الحاجة لرغباتهم تجمعهم.
  ثم أقسم أمير المؤمنين # بقوله: (أما والله إني ليمنعني