[في ذكر عمرو بن العاص]
  جرائمه وبغيه وظلمه وقد رأى بداية الحقائق الأخروية وهو يتجرع سكرات الموت وحسرات الفوت وكان عند أقدامه أكياس الذهب والفضة فأقسم بالله إنه يود أنها بعر ولا أنه قاتل أبا تراب! {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ ١٦٧}[البقرة]، وكان يتمنى أنه يخبره أحد المحتضرين عند الموت بحالته فلما وصل فيها سأله من كان يسمعه فقال: يا عمرو كيف حالتك الآن؟ فقال: كأن السماء انطبقت على الأرض وكأني بينهما أتنفس من ثقب إبرة.
  وقد أخبر النبي ÷ بأن أمير المؤمنين يقاتلهم وسماهم بالقاسطين، ولا زالت آثار معاوية وعمرو إلى يومنا هذا وستستمر إلى يوم الدين؛ فحسبنا الله ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.
  اللهم بحق النبيين أسأل أن تميتنا على ولاية أوليائك ومعاداة أعدائك يا أرحم الراحمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.