جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[في عجيب خلق أصناف من الحيوانات]

صفحة 145 - الجزء 1

  الذي يبهر الألباب وقال في نفسه هذا الرب لا يترك الإنسان هملاً، وإذا كانت قدرته محيطة بالصغير من مخلوقاته وعلمه كذلك فإنه لا يخفى عليه خافية من أمرنا كذلك.

  من نظر في نعم الله علينا بما أعطانا ومكننا خلق لنا الأنعام نعمة منه علينا قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ ٧١ وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ ٧٢ وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ ٧٣}⁣[يس].

  انظر إلى بنية الإبل كيف قوسها وأطال رقابها وعلى الهبوط والصعود محملة أقدرها وما أودع فيها من الإلهام إذا أراد الإنسان أن ينيخها أو يستنهضها وانظر إلى بنية الحمير التي كان الإنسان في أمس الحاجة إليها قبل هذه المصنوعات كيف جعل أظهرها مستوية، ومن اللحم والعظم بناها، تحمل الأثقال، فلا تختل بنيتها، وإلى ما خلق لنا من المشتهيات في الأبقار من الحليب والسمن واللحم وجعلها عظمت منته أليفة يقودها الصغير والكبير، فكيف لا يعود الضال إلى رشده؟ والمتمادي في الباطل عن غيه؟ لو نظر بعين البصيرة وجانب هواه وشيطانه الذي أرداه.

  ثم اختار # من صغار الحيوان النملة كي يصفها ويعظ أصحاب العقول ببعض صفاتها ففيها من الحكمة الإلهية