جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من كلام له # في الصدقة وأعمال العباد]

صفحة 159 - الجزء 1

  الآخرة فالبياع المشتري يتصدق كي يبارك الله له في بيعه وشرائه والمزارع يتصدق فإن الله يبارك له في أثماره، ومن يريد البركة في أولاده فليتصدق كي يبارك الله له في أولاده وأهله، ومن يريد الزواج فليقدم الصدقة ويجعلها مقرونة مع الاستخارة عسى أن يوفق لبغيته ويحصل على طلبته، فالله سبحانه وتعالى لا يضيع عمل العاملين.

  ثم قال #: (وأعمال العباد نصب أعينهم في عاجلهم) نعم، المرء يقدم على ما قدم، {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ٤٦}⁣[فصلت]، وفي هذه الجملة المهداة من لسانه سلام الله عليه من الحث على أفعال الخير ما لا يقدر قدره لأنه صور الواصل يوم القيامة وعمله بمن يدخل إلى بيته وفيه متاعه فالغني يسعد بغناه، والفقير يشقى بعناه غير أن الذي يقدم على ما قدم من المعاصي أسوأ حالاً من الفقير؛ لأن الفقير الصابر يثاب على فقره والقادم على المعاصي يوم القيامة يعاقب على عصيانه ويُلقى بسببها في نار وقودها الناس والحجارة {عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٦}⁣[التحريم].

  فالسعيد من فاز يوم القيامة برضوان الله وظفر بجنة الله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك