جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قوله #: ما ظفر من ظفر الإثم به]

صفحة 162 - الجزء 1

  لجاهل أو متغافل، أما من تعمد الإثم فالمصيبة عليه أعظم وبليته أطم؛ لأن المتجري على الله مقتد بإبليس لعنه الله، ومن البلية والاختبار أن الله لم يعاجل العصاة في هذه الدنيا بل أخر الجزاء ليوم القيامة، ومن أجل ذلك اغتر الكثير بحلم الله وكل ذلك سببه الجهل، فالجاهل عدو نفسه يخطي ولا يدري أنه يخطي، ويصيب كذلك ولا يدري أنه أصاب.

  وقوله #: (والغالب بالشر مغلوب) ولقد سمى الله سبحانه وتعالى الشرك ظلماً في قوله تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ١٣}⁣[لقمان]، فالظلم جنس تحته مسميات عدة ومنها الشرك وكل ذلك إيحاء بقباحة الظلم وشناعته.

  ترى أقواماً يغلبون آخرين بظلم وتجبر وتكبر وهتك حرم وغير ذلك ويعدون ذلك نصراً وظفراً نسياناً منهم لما هم عليه قادمون وإليه صائرون وكأنهم لم يقرأوا قول الله تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ ٤٢ مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ٤٣}⁣[إبراهيم]، فالظالم يزكي نفسه في الخصومات ويمنيها أن ذلك نصر مبين مثل ما فعل ابن آكلة الأكباد معاوية بن أبي سفيان وشريكه في أمره عمرو بن العاص حين حاربوا أمير المؤمنين وقتلوا عمار بن ياسر ¥ وأمثاله وعلى هذه الطريقة جرت حروب البغاة يقولون: