جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[علاج طول الأمل من كلام الوصي #]

صفحة 165 - الجزء 1

  (يرتعون فيها لفظوا ويقطعون أيامهم الثمينة فيما خلفوا)

  وعلى هذه الطريقة جرت طريقة الماضين واللاحقين إلا من عصم الله وهم كما قال الوصي: (الأقلون عدداً والأعظمون عند الله قدراً) فالسعيد من وعظ بغيره، فمن أراد أن يعمر قلبه بالإيمان فليجعل له من نفسه واعظاً ومن قلبه زاجراً، وليكثر من التفكر فالفكرة مرآة صافية والتفكر حياة قلب البصير كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.

  وعلى طالب النجاة أن يُصْدِق نفسه بأنا خلقنا للآخرة لا للدنيا، وللموت في هذه الحياة لا للحياة، وكم وعظنا ربنا سبحانه بتقلب الأحوال، وكم شاهدنا من المنكوبين بمصائب الزمان، فعلينا أن نصحو من سكرات الجهل ونتوجه إلى ربنا بقلوب صادقة ونوايا صالحة، ونسعد بطاعة ربنا لأنها توصلنا إلى نعيم أبدي في جنة الخلد في دار أعدها الله لأنبيائه وخاصته من خلقه. وليعلم الإنسان أن في خلاف النفس رشدها.

  نعم، عنوان الموضوع قول أمير المؤمنين #: (لو رأى العبد الأجل ومصيره لأبغض الأمل وغروره) ولا يرى أجله إلا من تعلّق قلبه بالآخرة، فمن تعلق قلبه بأحوال الآخرة من الموت إلى القبر ثم الحشر إلى مواطن الحساب على كل صغيرة وكبيرة وآخر المطاف إلى جنة أو نار والعياذ بالله فإنه يقصر