[قوله #: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره]
  نعم، صفة الخلاصة من خلق الله والخيرة من عباد الله تعظيم النعم بقلوبهم وحبهم لموليها من صميم أفئدتهم قد أغناهم عما في أيدي الناس من حطام الدنيا ما هم فيه من طاعة خالقهم، يعدد الواحد منهم الكثير من المعاصي المهلكة ويحمد الله من صميم قلبه أنه مجانب لها ويتجنبها فلا نعمة أكبر عليه من الدين، وبعدها العافية.
  أما الرزق فهو أوثق بالله في لقمة عيشة وإذا طرأ عليه الغنى المطغي اتعظ بقول من يعلم السر وأخفى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ ٢٧}[الشورى]، ويذكر تبعات النعم الدنيوية يوم القيامة، وكذلك ما كان عليه سيد البشرية فتطمئن نفسه لذلك ويحمد الله من صميم قلبه على ما هو فيه من النعم ويطلب الغناء والراحة والسرور من ربه في يوم القيامة في مجاورة أنبياء الله حيث لا فقر ولا خوف ولا موت ولا تنكر الأحوال ولا عداوة الرجال.
  اللهم بحق النبيين أسأل وبجاه خير البشرية وأهل بيته أتوسل أن تقنعنا بما رزقتنا، وأن تدخلنا في واسع رحمتك آمين رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطاهرين.