[كلام له #: يصف به عمل الخير وعمل الشر]
  يخلصها من أغلال الذنوب وستر قبائحه بالإنابة كي لا يهتك ستره علام الغيوب، غير أن التمادي في الغي واقتراف كبائر الذنوب تحول بين صاحبها وبين التوبة ولا سيما الذنوب المتعمدة من أذية المساكين والمؤمنين وظلم المستضعفين وإعانة أعداء الله الظالمين وكذلك أكل السحت غير أن الله يقبل التوبة من عباده إذا تابوا وأنابوا بصدق من نياتهم وإخلاص من ضمائرهم وحاش الله أن يجبه من أقبل عليه فالسعيد من تدارك نفسه في هذه الحياة قبل أن تأتيه منيته وهو متماد في غيه.
  قوله #: (وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره) صدق - العمل الصالح تذهب مؤنته سواء كان ذلك عطاء أم عملاً أو قولاً أو نية ينسى الإنسان التعب وقد حاز المكسب، ومن أجل ذلك خلق الله العباد كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ٥٦}[الذاريات]، ولا يقدم الأعمال الصالحة إلا المؤمنون بالغيب أيقنوا بالخلف فجادوا بالعطية.
  نعم، من خاف اليوم أمن عند الموت ويوم البعث، قال تعالى: {وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ٨٩}[النمل]، {لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ}[الأنبياء: ١٠٣]، بل يرون العكس ممن ذلك وهو الأمان من ملائكة الله: {تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ