جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[من نصيحته للحسن @]

صفحة 181 - الجزء 1

  وقوله #: (أمته بالزهادة) أراد أن يميته عن الشهوات وحب اللذات التي قتلت العباد وألقت بهم إلى مكان سحيق بذكر الموت فذكر الموت يزهد الإنسان في كل مطلوب لأهل الدنيا ومرغوب، فعلى الراغب في نعيم الجنة أن يستعمل علاج الزهد وهو الإكثار من ذكر الموت.

  قوله #: (وقوه باليقين) ومعنى ذلك أنك لا تبني أمورك على الظن والشك والوهم حتى تكون مضطرباً في شأنك وما أنت عليه قادم، فالقلب يضعف مع الاضطراب ويقوى مع اليقين، وأعظم ما يرسخ اليقين حسن المعرفة العالمين، فمع المعرفة بالله يكون قلب الإنسان على حمل التكليف قوي لا تزعزعه العواصف ولا يأبه بالقواصف.

  ثم قال #: (ونوره بالحكمة) ومع عدم العلم يكون القلب مظلماً بقدر جهل صاحبه؛ لذلك قيل: العلم نور والجهل ظلام.

  ثم قال #: (وذلله بذكر الموت) أراد # أن يدرب الإنسان قلبه على فعل الطاعات وتحمل الضيم وترك المحرمات بذكر الموت فلا تدريب للقلب على تحمل المشاق مثل ذكر الموت لأن من أكثر من ذكره سهلت عليه المتاعب وهانت عليه كل المصائب.

  وقوله #: (وقرره بالفناء) القرار للقلب هو ضد