جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ما يلاقيه الدعاة إلى الله]

صفحة 184 - الجزء 1

  نعم، يكون العالم الكبير في بلد من البلدان والناس من علمه يغترفون وبفتاواه يقتنعون وبدعائه ومحواته يستشفون، يفد إليه الناس من كل ناحية لطلب الهداية ولفصل الخصام ولا أحد ممن حوله يذكره إلا بخير، يستشيره الأكثر ممن حوله في أمورهم الخاصة فيقتنعون برأيه وعلى هذه الطريقة تستمر أحواله وأحوالهم حتى يحصل واحد من أمرين إما أن يغنيه الله من فضله ويزيد في رزقه وأرزاق أهل بيته فيعمر بيتاً أو بيوتاً ويقتني مثل ما يقتني الموسرون منهم من سيارة أو بيع وشراء أو غير ذلك مما بأيدي الخاص والعام وعندها تتغير نظرة الكثير ممن كان يألفهم ويألفونه وتدب الشكوك إلى قلوبهم ولا سيما مع قصور المعرفة بالله ø فقائل يقول شغلتهم الدنيا مثل غيرهم وتوجهوا إليها وتركوا العلم وهداية الناس، ويضيف البعض إلى ذلك أن السبب أولادهم ونساؤهم، وقائل يقول: هذه الأموال التي كانوا يقبضونها من الزكوات وما يعطيهم التجار من الصدقات التي يؤمرون بقسمتها بين الضعفاء والمساكين، وأكثر أصحاب هذه المقالة هم الفقراء الذين كان يعطيهم من الحقوق في بعض الأوقات! ويدب هذا الداء بينهم شيئاً فشيئاً حتى يتأثر به الأغنياء إلا القليل.

  نعم، الشيطان - لعنه الله - لا يكتفي بهذا القدر من الجفوة