جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ما يلاقيه الدعاة إلى الله]

صفحة 185 - الجزء 1

  والإعراض والمقاطعة حتى ينطق لعنه الله بألسنتهم فيوجهون الكلمات الجارحة إلى أولئك الذين بذلوا جهدهم في صلاحهم وإصلاحهم السنوات العديدة يرمونهم بالنصب والاحتيال، وأنهم اتخذوا دينهم وعلمهم وسيلة لجلب الأموال وخدع الرجال، وصنف ثالث يتحرجون من التهم التي سبقت ويقولون: هم علماء أفاضل غير أنه ما كان ينبغي لهم أن يبالغوا في البناء؛ لأنهم قدوة وكان يتوجب عليهم أن يجانبوا الغنى فالعلماء يعرفون بزهدهم وقلة ذات أيديهم، ولكن الدنيا فتانة وما أحد يسلم من شرها، يقولون بهذه المقالات تبريراً لغيبتهم وتنقيصهم للعلماء العاملين.

  وما سبب هذا كله إلا الحسد المذموم الذي قال فيه أمير المؤمنين #: (الحسد جامع لمساوئ العيوب) وبسبب الحسد تمتلئ القلوب ضغائن غير أن العالم إذا شاع وملأ الأسماع ذكره فإنه لا طريق لإبداء الضغائن إلا إذا رأوا لهم أنصاراً على ذلك فإنهم يبدون ما في قلوبهم وهذه بلية عظيمة تقصم ظهر من يتخلق بها فلا شيء أحب إلى الشيطان لعنه الله من عداوة الخيرة في كل زمان والنيل من أعراضهم ففي الحديث القدسي: «من أهان لي ولياً فقد برز لمحاربتي».

  حسبنا الله ونعم الوكيل وعندما تشكى العباس عم النبي ÷ عند رسول ÷ من عداوة قريش لبني هاشم