جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[ما يلاقيه الدعاة إلى الله]

صفحة 186 - الجزء 1

  وحنقهم عليهم أجابه رسول الله ÷: «أو يفعلون ذلك؟» قال: نعم، فقال: «والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لي».

  وما قد رأيناه في زمننا وما لاقى علماؤنا ومراجعنا أقوى شاهد، فالشيطان لعنه الله حريص على إدخال عداوة الخيرة في القلوب، وإذا تغلب الكثير على أنفسهم من ترك أذية العالم فإن الشيطان لعنه الله يدخل عداوة الخلاصة من أصحابه في قلوب أهل مجتمعه مثل طريقته بأصحاب النبي ÷ عندما أدخل عداوة أمير المؤمنين في قلوب الكثير وبعد النبي ÷ أدخل عداوة أصحاب أمير المؤمنين الخلص مثل أبي ذر وعمار وغيرهم، وهذه طريقته وطريقة الناس معه في كل زمان ومكان، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

  الأمر الثاني الذي من أجله يبغض المجتمع عالمهم ومن كان قدوتهم: طول المدة فلا يثبت مع النبي أو الوصي أو العالم إلا من امتحن الله قلوبهم بالتقوى والكثير يخالفون إما في حياته أو بعد وفاته، وكتب التاريخ مشحونة بذكر من ترك الخلاصة في آخر المطاف، وقد شاهدنا ذلك في زمننا ولا سيما مع الفتن، فإن وافق هواهم وإلا فإنهم يجفونه ويتحاملون عليه وينسبون إليه ما لا يرضي الله.

  وكم تشكي أمير المؤمنين من أصحابه قبل موته وقبله