جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[خاتمة]

صفحة 189 - الجزء 1

  الوالدان نعمتهما عليك أنهما ربياك وتعبا عليك وغذياك في صغرك، ونعمة آل محمد عليك أنهم سلكوا بك طريق الهداية وجنبوك مدارج الغواية ولولا هم لما عرفنا حقاً من باطل ولا صواباً من خطأ، وكلما أخذ علينا الله في حقهم من الحب والولاء وكذلك رسوله ÷ فمصلحة ذلك راجعة إلينا، فلا نجاة لمبغض أمير المؤمنين بالنص النبوي: «يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق».

  ومن جفا أهل البيت # فقد رد كتاب الله؛ لأنه سبحانه وتعالى يقول: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى}⁣[الشورى: ٢٣].

  فعلى طالب النجاة أن يتنبه من رقدة الغافلين ويتابع أهل بيت الرحمة بيقين ودين ولا يكن شريكاً لأعدائهم في ظلمهم وعداوتهم فالظلم يهلك والنار تحرق وكما أن النار قليلها يحرق كذلك الظلم قليله يهلك، وما سلم من عداوتهم وظلمهم من زمن المصطفى إلى يومنا هذا إلا أقل القليل في كل زمان وليس لهم ذنب يستحقون به العداوة إلا أنهم متمسكون بدين الله القويم وينشرون شريعة سيد المرسلين فالدول فيما سبق حرصت على إبادتهم وقطع دابرهم هم وشيعتهم وبهلاكهم يهلك دين الله القويم، غير أنه عهد معهود أنها لا تزال طائفة على الحق ظاهرين كما قال رسول