[الدعاء]
  ورد (رحم الله امرأ عرف قدر نفسه)، وقول الوصي #: (ما هلك امرؤ عرف قدر نفسه).
  وليحذر الخيانة في الإرشاد؛ فالخيانة فيه خيانة لله ولرسوله ولمن وجهه، ولا يعقب ذلك إلا الخذلان والضعة وعمى البصائر والعياذ بالله وقد رأينا ذلك بأعيننا، وسمعنا عمن هذا حاله بآذاننا، نسأل الله السداد وحسن الخاتمة.
  وليطل المرشد فكره كيف لو هلك يوم القيامة، ومن أرشدهم وكذلك من عرفهم من المؤمنين قد أنجاهم الله يوم القيامة، كي لا يغتر بعمله، ويغفل عن محاسبته نفسه، وله أسوة في ذلك بأمير المؤمنين عليه صلوات رب العالمين عندما قال: (كيف إن أنا عملت سيئة ربي محصيها وأنا ناسيها، فيقول: خذوه فغلوه ...) إلى آخر كلامه.
  نعم، كل البلاء من المهلكات مسكن أساسها ومرقد رأسها قلوب المكلفين، ولا يميطها إلا الخوف والخجل من أرحم الراحمين، الخوف من الهدينة عند الموت بما لا يحمد عقباه، والخجل مما بارز به ربه حيث لم يؤاخذه بعد فعله، ولم يفضحه بين خلقه، ولم يمنعه خيره، ولم يحرمه قبول التوبة؛ فهذه الأمور أدعى لقمع هوى النفوس، والله المستعان وعليه التكلان.
  · وليعلم المرشد أن خير الخصال وصفات الكمال لا