[الدعاء]
  تتم إلا بإكراه النفوس عليها، ومنها قبول نصيحة الناصحين وإلا كان ممن قال ربنا في شأنهم: {وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ ٢٠٦}[البقرة]، وعليه أن يستشير أصحاب العقول فيما التبس عليه، كل على حدة، وأن يأخذ برأي الذي فيه أناءة، يقول أمير المؤمنين #: (لا صواب مع ترك المشورة).
  وليحذر الفرقة بين الطلبة والمستمعين، ولا يصدق بعضهم في بعض، ومن شكا عليه من بعض إخوانه فليزجره بتحذيره من الغيبة، ويعده بالنظر في شكواه، ولا ينسى تذكيرهم وتحذيرهم من الفرقة وشت الشمل وأنها الحالقة، كما قال رسول الله ÷، والحالقة هي التفرقة «لا أقول حالقة للشعر ولكن حالقة للدين»، ويعظهم بقول النبي ÷: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت» وينصحهم بالتحمل والصبر على بعضهم البعض، وأن الصبر وكظم الغيظ من صفات أهل التقوى والدين، ويخاطبهم ناصحاً أن لا يحتقروا أحداً لفقره أو لبلادته، ويقرأ عليهم قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجر: ١٣]، ولم يقل ربنا سبحانه وتعالى إن أكرمكم عند الله أثراكم ولا أوجهكم أو