[من كلام لأمير المؤمنين # في معرفة الله تعالى]
  إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}[يس].
  ومن صفاته الذاتية عالم، فهو العالم سبحانه وتعالى بما خلق وسوف يخلق على حد سواء؛ لأنه عالم لذاته لا بعلم هو غيره كالمخلوق، فالإنسان عالم بعلم هو غيره، والله الذي أقدره وأعلمه، فعلمه وقدرته وحياته محدودة وبقية صفاته، بخلاف أرحم الراحمين وأقدر القادرين ومن هو بكل شيء عليم، فلا يعجزه شيء، ولا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء، قال تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ٥٩}[الأنعام]، وقال تعالى: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ٤}[الحديد]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ١٦}[ق]، فهو جلت عظمته المتفرد بالصفات الإلهية والكمال لا يشاركه فيها مشارك، وهذا معنى قول أمير المؤمنين #: (وكمال التصديق به توحيده).
  زادنا الله بصيرة في توحيد ربنا وخالقنا، ونستغفر الله من كل ذنب وتقصير، ونسأله أن يدخلنا في واسع رحمته، وأن لا