[من كلام لأمير المؤمنين # في معرفة الله تعالى]
  وما سواه محدث وجد بعد العدم.
  ومما يجب على المكلف اعتقاده في حق الله سبحانه وتعالى أنه قادر على جميع المقدورات، فهو المتفرد بهذه الصفة لا يشاركه فيها مشارك، هو الذي أوجد السماوات والأرض وما فيهما وما بينهما سوى أفعال المخلوقين، وقد أوجد جميع ذلك من العدم، وأنه سبحانه وتعالى لا تجوز عليه المشقة في خلق وإيجاد الكبير، فخلق الصغير والكبير وإيجادهما عنده على حد سواء، وكلما خلق مخلوقاً في وقت من الأوقات طال ذلك الوقت أم قصر فإنما خلقه في ذلك الوقت لحكمة ومصلحة يعلمها، لا لأنه احتاج من الزمن بذلك الوقت، وإلا لما صدق عليه سبحانه وتعالى أنه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، وأنه على كل شيء قدير، وكل ذلك لأنه قادر لذاته، وغيره قادر بقدرة غيره؛ فالإنسان يزاول أعماله بجوارح وحركة وسكون هي غيره وهو محتاج إليها، والله سبحانه منزه عن الجوارح والحركة والسكون؛ لأنها من صفات الأجسام المحدثات، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى].
  والإنسان يصنع الأشياء التي يقدر عليها مما أوجده رب العالمين، فلا فعل للإنسان إلا الحركة والسكون بخلاف رب العالمين فإنه يصنع ما أراد من العدم، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ