جواهر من كنوز الوصي،

عبد الله بن علي القذان (معاصر)

[قول أمير المؤمنين #: شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة]

صفحة 31 - الجزء 1

  بَيِّنَةٍ}⁣[الأنفال ٤٢]، غير أن التعصب الأعمى والحسد والكبر أوردت معظم الخلق إلى الهاوية.

  نعم، أراد الوصي # بسفن النجاة أئمة الهدى الذين عناهم الله سبحانه بقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ٧}⁣[الرعد]، فإنك ترى المتمسك بحبلهم السالك منهجهم جبلاً راسياً لا تزعزعه العواصف، ولا يأبه وإن قل ناصره بالرواجف، يرى شبه المخالفين رأي عين، كم حاول الأعداء في إضلاله بالترغيب والترهيب، فالدول الظالمة تهدد الكثير ممن هذا حاله وربما قتلوه بعد عرض المغريات من المال والمناصب، وربما غربوه عن وطنه وأهله، غير أنهم لا يرون أمامهم إلا حجراً صلداً أو جبلاً راسياً، كما قال أمير المؤمنين في الأشتر؛ لأن الله خلق شيعة آل محمد منهم، ففي الخبر القدسي: «يا محمد إني خلقتكم من طينة عليين، وخلقت شيعتكم منكم، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسيوف لم يزدادوا لكم إلا حباً»، فهم بهداهم يهتدون وقد وصفهم رسول الله ÷ بأوراق الشجر الملتف حول الأثمار، وهم والله كذلك من زمان المصطفى ÷ إلى زماننا هذا، وسيستمرون إلى منقطع التكليف، فالزم طريقتهم واسلك نهجهم يا طالب النجاة، فقد والله كفيت المؤنة بما أخبرك في شأنهم رب العالمين وسيد المرسلين وأمير