[قول أمير المؤمنين #: شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة]
  المؤمنين.
  وتأمل جيداً فيمن خرج عن طريقتهم وخالفهم كيف غرق في محيطات الضلال وقد حاز العلوم الكثيرة، وقرأ المجلدات الكبيرة، فتحول بعد الميل عن طريقهم إلى عامي أعمى لا يدري متى أصاب ومتى أخطأ.
  فليحذر طالب النجاة من الزيغ والانحراف، وعليه بالتواضع، وليعلم أن التقوى نور إلهي في قلوب أهل التقى لا يبرح عنها ما تواضعوا الله، وكلما عظمة نعمة الله في قلوبهم بأهل البيت المطهرين زادهم الله هدى ونوراً إلى نورهم وهداهم وآتاهم تقواهم خبر من اللطيف الخبير، ولا ينبئك مثل خبير.
  وليعلم على القطع المخالف لآخرهم فيما به التكليف عم أنه مخالف لأولهم، وذلك في توحيد الله وعدله، وما يترتب على ذلك؛ لأن المفرّق بين الأئمة الهادين كالمفرق بين النبيئين، ولما قرنوا بكتاب الله في حديث الثقلين، أراد أعداء الإسلام طمس هذا الحديث وعارضوه بـ (سنتي) بدل (عترتي)، وظنوا أن مسخهم يخفى على أوتاد الدين وحملة شريعة رب العالمين، وقد علق العالم الرباني مولانا محمد بن عبد الله عوض حفظه الله على جرمهم وجرأتهم على هذا الحديث بقوله: المعلوم أن النبي ÷ لا ترك في هذه الأمة كتاب الله